كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الولاء - باب: الولاء للكبر من عصبة المعتق، وهو الأقرب فالأقرب منهم بالمعتق إذا كان قد مات المعتق - ج: 21 - ص: 399

٢١٥٢٤ - أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أنبأنا أبو عمرِو ابنُ نُجَيدٍ، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أبى بكرٍ، أن أباه أخبَرَه أنَّه كان جالِسًا عِندَ أَبَانِ بنِ عثمانَ بنِ عَفّانَ، فاختَصَممَ إلَيه نَفَرٌ مِن جُهَينَةَ ونَفَرٌ مِن بَنِى الحارِثِ بنِ الخَزرَجِ، وكانَتِ امرأةٌ مِن جُهَينَةَ تَحتَ رَجُلٍ مِن بَنِى الحارِثِ بنِ الخَزرَجِ يُقالُ له: إبراهيمُ بنُ كُلَيبٍ، فماتَتِ المَرأةُ وتَرَكَت مالًا ومَوالِىَ، فوَرِثَها ابنُها وزَوجُها، ثُمَّ ماتَ ابنُها، فقالَ ورَثَةُ ابنِها: لَنا ولاءُ المَوالِى؛ قَد كان ابنُها أحرَزَه. قال الجُهَنيُّونَ: لَيسَ كَذَلِكَ؛ إنَّما هُم مَوالِى صاحِبَتِنا، فإِذا ماتَ ولَدُها فلَنا ولاؤُهُم ونَحنُ نَرِثُهُم. فقَضَى أبانُ بنُ عثمانُ لِلجُهَنِيِّينَ بوَلاءِ المَوالِى (١).

٢١٥٢٥ - وبِإِسنادِه: حدثنا مالكٌ أنَّه بَلَغَه، أن سعيدَ بنَ المُسَيَّبِ قال فى رَجُلٍ هَلَكَ وتَرَكَ بَنينَ ثَلاثَةً، وتَرَكَ مَوالِىَ أعتَقَهُم هو عَتاقَةً، ثُمَّ إنَّ رَجُلَينِ مِن بَنيه هَلَكا وتَرَكا ولَدًا؛ قال سعيدٌ: يَرِثُ المَوالِىَ الباقِى مِنَ الثَّلاثَةِ، فإِذا هَلَكَ فوَلَدُه ووَلَدُ إخوَتِه فى المَوالِى شَرَعًا (٢) سَواءً (٣).

وقَد رُوِىَ فيه حَديث مُرسَل يُؤَكِّدُ ما مَضَى مِنَ الآثارِ:

---

(١) مالك فى الموطأ برواية يحيى بن بكير (١٦/ ٥ ظ - مخطوط)، وبرواية يحيى الليثى ٢/ ٧٨٤، ومن طريقه الشافعى ٤/ ١٢٨. وأخرجه المصنف فى المعرفة (٦٠٦٩، ٦٠٧٠) من طريق الشافعى وغيره عن مالك.
(٢) يقال: الناس فى هذا الأمر شرع. بفتحتين وتسكن الراء للتخفيف: أى: سواء. المصباح المنير ص ١١٨ (ش ر ع).
(٣) مالك فى الموطأ برواية يحيى بن بكير (١٦/ ٥ ظ - مخطوط)، وبرواية يحيى الليثى ٢/ ٧٨٥.