وأما "استطاعوا" ففي "الكهف": {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} ١ لا غير, ولم يكتف عن هذا: بـ"استطاعوا" المتقدم لنقصان التاء من هذا.
وأما "أثاثا"، ففي "النحل": بـ {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا} ٢.
وفي "مريم": {أَحْسَنُ أَثَاثًا} ٣، والعمل عندنا على ما لأبي داود من حذف الألف في الألفاظ الخمسة المذكورة في البيت.
وقوله:"سرابيل" بالنصب على الحكاية، وهو وبقية ألفاظ البيت عطف على:
"الأشهاد"، كلفظي البيت السابق.
ثم قال:
لواقح إمامهم أذان ... بتوبة عاليها الألوان
غضبان جاوزنا وفي صلصال ... وشفعاؤنا لهن تالي
أخبر عن أبي داود بحذف ألف الألفاظ التسعة المذكورة في البيتين وهي:"لواقح"، و:"إمامهم"، و:"آذان"، "بالتوبة"، و:"عاليها" و: "الألوان"، و:"غضبان"، و:"جاوزنا"، و:"صلصال"، و:"شفعاؤنا".
أما "لواقح ففي "الحجر": {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} ٤ لا غير.
وأما "إمامهم" ففي "الإسراء": {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} ٥، واحترز بقيد الإضافة عن غير المضاف نحو:{لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ} ٦ فإن ألفه ثابتة.
وأما "آذان" في "التوبة" فهو: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ} ٧، وقيده "بالتوبة" مخافة تصحيف مقصور الهمزة بمدودها الثابت ألفه نحو: {أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} ٨ لصحة الوزن على لا لاحتراز؛ لأن "آذان" المقصور لم يقع إلا في "التوبة".
١ سورة الكهف: ١٨/ ٩٧. ٢ سورة النحل: ١٦/ ٨٠. ٣ سورة مريم: ١٩/ ٧٤. ٤ سورة الحجر: ١٥/ ٢٢. ٥ سورة الإسراء: ١٧/ ٧١. ٦ سورة الحجر: ١٥/ ٧٩. ٧ سورة التوبة: ٩/ ٣. ٨ سورة الأعراف: ٧/ ١٩٥.