هؤلاء القوم يعظمون البحر. ويقولون أنه هو القديم الذي قبل كل شئ، وأنه لما خب، أظهرت ريحه زبده، فلما رأته الريح، صنعت منه مسكناً وسكنته، وباضت سبع بيضات. قال: فكان من تلك البيضات السبع، آلهة سبع، ويسمون أحد الآلهة، النشابة، لأنه زعموا غاص في البحر، ثم خرج بسرعة كما تخرج (١) النشابة. وقال: أنه خلق كوثراً ويعرف بالثل. وأجرى في ذلك الثل نهراً يسمى، الفرات العظيم، ثم غرس على ذلك الثل سدرة. قالوا: وكان من البيضات السبع، من احدهما (٢) النشابة، ومن الاخر (٣). المرياس السلس (٤)، ومن الثالثة. اسرو (٥). ومن الرابعة الثاح (٦). ومن الخامسة سيدة العالم. ومن السادسة الفتى. ومن السابعة الليل والنهار. وقال: فنزل الثاح على المرياس (٧)، وأجلسه، ثم أنشأ جميع العالم بما فيه من تلك الأشياء. وهؤلاء القوم يعظمون البحر، ويقولون أنه الإله العظيم. ويقال أن منهم بنواحي السواحل أمماً كثيرة، ولم نر منهم أحداً. ولهم أقاويل طريفة تجري مجرى الخرافة. تركنا ذكرها لئلا يطول الكتاب بها.
أسماء الفرق التي كانت بين عيسى ﵇ ومحمد النبي السلام (٨)