ومنه قول الله عَزَّوَجَلَّ:{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}[الحديد: ١٣](٣) يعني به: انتظرونا». (٤) والفعل في الآيتين ورد بصيغة الأمر «انْظُرنَا» و «انظُرُونا»، في حين ورد الفعلُ في الشاهد الشعري بصيغة الماضي «نظرتكم».
- ومن الأمثلة على هذه الصورة في الترتيب أيضًا قول الطبري عند تفسيره لقوله تعالى:{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة: ١٠٢](٥): «يقالُ: قد أَذِنْتُ بِهَذا الأمرِ، إذا علمتُ بهِ، آَذَنُ بهِ إِذْنًا، ومنه قول الحطيئة:
يعني: فَأَعْلِمِيْني. ومنه قوله جل ثناؤه:{فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[البقرة: ٢٧٩](٧)». (٨) والفعل في الشاهد الشعري وفي الآية الكريمة ورد بصيغة الأمر، غير أنه في الشاهد الشعري أُسْنِدَ لِمُفردٍ «فأذنيني»، وفي الآية أسند إلى الجمع «فأذنوا»، فقدم المفردُ على الجمع.
- ومن ذلك أيضًا قول ابن عطية مقدمًا للشاهد الشعري على المَثَلِ: «والدِّيْنُ .... الجزاءُ، ومنه قول الشاعر (٩):
(١) البقرة ١٠٤. (٢) تقدم تخريجه. (٣) الحديد ١٣. (٤) تفسير الطبري (شاكر) ٢/ ٤٦٧ - ٤٦٨. (٥) البقرة ١٠٢. (٦) لم أجده في الديوان، وهو في التبيان للعكبري ١/ ٣٨٠. (٧) البقرة ٢٧٩. (٨) تفسير الطبري (شاكر) ٢/ ٤٤٩. (٩) هو شهل بن شيبان الزِّمّاني ويلقب بالفِنْد.