تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} (١)، {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}(٢)، وإجماع الصحابة على وجوب الغُسْل بالتقاء الختانين؛ لقول عائشة رضي الله عنها:"فعلته أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاغتسلنا". وأجيب: بأن المتابعة هي الإتيان بمثل ما فَعَل على وجهه. {وَمَا آتَاكُمُ} معناه: وما أمركم، بدليل:{وَمَا نَهَاكُمْ} واستدلال الصحابة بقوله: "خذوا عني مناسككم").
وثانيها: قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} دلَّت على أن محبةَ الله تعالى التي هي واجبة إجماعًا مستلزمةٌ لمتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولازم الواجب واجب؛ فمتابعته واجبة.
وثالثها: قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}، فإذا فعل فعلًا فقد أتانا بفعل، فوجب علينا أن نأخذه (٣).
= {وَاتَّبِعُوهُ}، وهي في سورة الأعراف، رقم ١٥٨، والشارح رحمه الله ذكر في شرحه آية الأعراف. وكذا شمس الدين الأصفهاني رحمه لله ذكر في شرحه (٢/ ٥٠٥) آية الأعراف. (١) سورة آل عمران: الآية ٣١. (٢) سورة الحشر: الآية ٧. (٣) أي: أن نمتثله. فالأخذ هنا معناه: الامتثال. انظر: نهاية السول ٣/ ٢٦، والسراج الوهاج ٢/ ٦٩٧.