وإلى هنا اتفق الأئمة جميعًا، وبعد عدنان وقع الاختلاف بينهم نظرًا لعدم وجود شيء صحيح يعتمد عليه في هذا الباب.
قال أبو حاتم: نسبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تصح إلى عدنان وما وراء عدنان فليس عندي فيه شيء صحيح أعتمد عليه. (٣)
قال ابن القيم: بعد ذكر النسب إلى عدنان أيضًا: إلى هاهنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة، وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل - عليه السلام -، وإسماعيل: هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم. (٤)
وأما ما قاله وما أثبته من أن حمزة أكبر من النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنتين أو أربع سنين هذا هو الصحيح الذي نقله أئمة السير عندنا وإليك بعض أقوالهم:
قال ابن عبد البر: كان أسن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربع سنين وهذا لا يصح عندي؛ لأن الحديث الثابت أن حمزة وعبد الله بن الأسد أرضعتهما ثويبة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أن تكون
(١) السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث للصلابي ١/ ٤٥. (٢) ذكره البخاري في صحيحه باب مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتاب مناقب الأنصار. (٣) سيرة ابن حبان (١/ ٣٩). (٤) زاد المعاد (١/ ٧٠).