والقول بأنه مشتق من «العلم» إن أريد به أنه تعالى خلق «العالمين» عن علم منه جل وعلا بهم، كما خلقهم - أيضًا - عن قدرة تامة «فصحيح»، كما قال تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}(٤).
وإن أريد به أن هذه المخلوقات سميت عوالم، لأن عندها شيئًا من العلم المحدود الناقص القليل، أو عندها ما يخصها من العلم.
كما قال تعالى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}(٥) فهذا محتمل.
والقول بأنه مشتق من العلامة هو الأظهر، ويحتمل أنه مشتق منها
(١) سورة الروم، الآية: ٢٢. (٢) راجع ما تقدم في المبحث السادس في بيان معنى الآية من هذا الفصل. (٣) انظر: «الكشاف» ١: ٨ - ٩، «زاد المسير» ١: ١٢، «البحر المحيط» ١: ١٨، «تفسير ابن كثير» ١: ٤٩. (٤) سورة الطلاق، الآية: ١٢. (٥) سورة الإسراء، الآية: ٤٤.