وقوله:(وإن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعشرة) قال الشيخ (١) عبر عن أبي بكر بلفظ المجيء لبعد منزله من المسجد، وعبر عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالانطلاف لقربه.
وقوله:(ثم رجع) أي: إلى بيته -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذا تكرار لما تقدم من قوله:(تعشى عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-)، وفي رواية: ثم ركع بدل (رجع)، أي: صلى النافلة، كذا في الحواشي، وقال الكرماني (٢): إن قلت: هذا يشعر بأن التعشي عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان بعد الرجوع إليه، وما تقدم أشعر بأنه كان قبله؟ قلت (٣): الأول بيان حال أبي بكر في عدم احتياجه عند أهله، والثاني هو سوق القصة على الترتيب الواقع، أو الأول كان تعشِّي أبي بكر -رضي اللَّه عنه-، والثاني تعشي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فافهم.
وقوله:(فدعا بالطعام فأكل) وإنما أكل -رضي اللَّه عنه- مع حلفه أن لا يأكل لحديث: