التردد، ومثله ما روي أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يحب سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ} لأجل قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} [الأعلى: ١٨ - ١٩]، وأما ما جاء في مواضع أنه إذا شاهد معجزة كان يقول: أشهد أني رسول اللَّه، فذلك أيضًا إما لتلقين الشهادة لأصحابه، أو لحصول العيان بعد البرهان، فافهم.
وقوله:(في سفينة بحرية) أي: كبيرة لا زورقًا، وقيل: قيد بها لتتميز عن الإبل؛ لأنه يقال لها سفن (١) البر، وتعقب بأن القرائن الصارفة عن ذلك كثيرة في سياق الحديث.
وقوله:(من لخم) بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة: حي باليمن، و (جذام) كغراب بالجيم والذال المعجمة: قبيلة من نجد.
وقوله:(فلعب بهم الموج) استعير اللعب لأمواج البحر وصرفها السفن عن جهة المقصد.
وقوله:(فأرفئوا) أي: قربوا السفينة، يقال: ارفأت السفينة إرفاء، أي: قربتها من الشط، كذا ذكر في (الصحاح)(٢) من باب الإفعال، وذكر في (القاموس)(٣) من المجرد وقال: رفأ السفينة كمنع: أدناها من الشط، ولم يذكر من الإفعال، ونقل الطيبي (٤): أرفيت بالياء أيضًا، وأما صاحب (القاموس) ذكر هذا المعنى بالهمزة فقط،
(١) كذا في الأصل، والظاهر "سفينة" كما في "المرقاة" (٨/ ٣٤٧٢). (٢) "الصحاح" (١/ ٥٣). (٣) "القاموس المحيط" (ص: ٤٠). (٤) "شرح الطيبي" (١٠/ ١٢١).