والمعنى: رأيت أمرًا يميل إليه طبعك من الصفات الذميمة، حتى إن أقمت بين الناس وقعت فيه لا محالة، فاعتزلهم لئلا تقع فيه، كذا قال الطيبي (١).
ويحتمل أن يكون معناه: رأيت في نفسك أمرًا لابد لك منه، وتحتاج وتضطر إليه، فإن أمرتهم فاتك ذلك الأمر الضروري، فلابد من السكوت للضرورة والاحتياج. وفي بعض الحواشي (٢): أو المعنى: رأيت من الناس لا بد لك من السكوت عليه لعجزك وعدم قدرتك، وهذا المعنى وإن كان بعيدًا من اللفظ لكن يؤيده الرواية بالياء التحتانية، أي: لا يد لك.
وقوله:(أجر خمسين) أي: الذين لم يبتلوا ببلائه.
وقوله:(فإن وراءكم) فسروه في الحواشي بقدامكم، وفي (الصراح)(٣): وراء: سبس وبيش وهو من الأضداد، وفي (القاموس)(٤): الوراء: خلف، وقدام، ضد.
وقوله:(قبض على الجمر) في (القاموس)(٥): قبضه بيده يقبضه: تناوله بيده، وعليه بيده: أمسكه، ويده عنه: امتنع، والجمر والجمرة: النار المتقدة.