صلاة إلا تعوذ باللَّه من عذاب القبر) قال التُّورِبِشْتِي (١): ولقد وجدت في مسموعات أبي جعفر الطحاوي: (أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سمع يهودية في بيت عائشة -رضي اللَّه عنها- تقول: إنكم تفتنون في القبور فارتاع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: إنما تفتن يهود، قالت عائشة: فلبثنا ليالي، ثم قال: أشعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور؟ )(٢) فلو صح هذا كان الوجه فيه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- توقف في شأن أمته في فتنة القبر، إذ لم يوح إليه فيه، فلما أوحي إليه تعوذ منه، ووجدت في حديث آخر: أن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت: فلا أدري أكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يتعوذ قبل ذلك ولم أشعر به، أو تعوذ بقول اليهودية؟ ، فعلى هذا يحتمل أنه كان يتعوذ، ولم تشعر به عائشة -رضي اللَّه عنها-، فلما رأى استغراباها لهذا القول وتعجبها منه أعلى صوته بالتعوذ ليترسخ ذلك في عقائد أمته، ويكونوا من فتنة القبر على خيفته.
١٢٩ - [٥](زيد بن ثابت) قوله: (في حائط) أي: بستان، والحائط يجيء بمعنى البستان كما سبق في أول (كتاب الإيمان)[برقم: ٣٩].
وقوله:(إذ حادت به) بالتخفيف أي: مالت، في (النهاية)(٣): حاد عن الشيء