المصنفين: ينتج ومنتج بلفظ المعلوم، ويؤيد رواية المجهول ما في سنن أبي داود (١): (كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء) أي: يوالدها، واللَّه أعلم.
وقوله:(هل تحسون) بصيغة المعلوم من الإحساس (فيها من جدعاء) في (القاموس)(٢): الجدع قطع الأنف أو الأذن أو اليد أو الشفة، والمراد ناقصة الخلقة، والمعنى: أن البهيمة تولد سوية الأطراف سليمة من الجدع، فلولا تعرض الناس لبقيت كما ولدت.
وقوله:(ثم يقول) عدل عن لفظ الماضي إلى المضارع إحضارًا لتلك الصورة البديعة كما قالوا.
٩١ - [١٣](أبو موسى) قوله: (قام فينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) كناية عن التذكير، أي: خطبنا وذكرنا، هذا اللفظ كثير الوقوع في الأحاديث، وكانت عادته -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه إذا أراد أن يعظ أصحابه ومن حضره من الوفود ويذكرهم بأحكام اللَّه قام فيهم قيامًا وخطب، وفي حديث أوس الثقفي:(كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ينصرف إلينا بعد العشاء فيحدثنا قائمًا على رجليه حتى يراوح بين قدميه من طول القيام)(٣)، فعلى هذا يمكن حمله على حقيقة
(١) "سنن أبي داود" (٤٧١٦). (٢) "القاموس المحيط" (ص: ٦٥٢). (٣) أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (١١٧١)، وابن ماجه في "سننه" (١٣٤٥).