وقوله:(قلت: بلى يا نبي اللَّه) لما زادت رغبة السائل وشوقه إلى استماع ذلك الأمر العظيم ودركه في هذه المرتبة باستماع صفاته العظيمة؛ زاد كلمة الإجابة وناداه -صلى اللَّه عليه وسلم- زيادة في الإجابة والإقبال، وكذا في الثالثة مع تفنن نشأ من كثرة الشوق في العبادة، وقال:(يا نبي اللَّه) مع ما في هذا العنوان ومعنى الإخبار والرفعة من المناسبة، ثم قال:(ألا أخبرك بملاك ذلك كله) وملاك الشيء بالكسر والفتح: قوام الشيء ونظامه، وما يُعتمد عليه فيه، وفي (مختصر النهاية) للسيوطي (١): الملاك بالكسر والفتح: ما يقوم به الأمر، يقال: القلب ملاك الجسد، وفي (القاموس)(٢): ملاك الأمر بالفتح ويكسر: قوامه الذي يُملك به، وقال التُّورِبِشْتِي: أهل اللغة يكسرون الميم ويفتحونها والرواية بكسر الميم.
وقوله:(كله) أما تأكيد للأمر أو للملاك.
وقوله:(كف عليك هذا) أي: لسانك، فلا تتكلم بما يضرك وبما لا يعنيك، ولما كان السكوت كف اللسان في الظاهر ضررًا وثقيلًا على صاحبه؛ استعمله بكلمة (على).
(١) انظر: "الدر النثير" (٢/ ٩٦٢)، وعبارة السيوطي في "مختصره" هي: "الملاك" بالكسر والفتح: قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه فيه. (٢) "القاموس المحيط" (ص: ٨٧٩).