والمفصل ما ولي الثواني من قصار السور، كذا ذكر السيوطي في (الإتقان)(١)، فالمراد بقول ابن عباس:(وهي من المثاني) أي: عندكم جعلتموها داخلة في السبع الطوال، وجعلتم براءة من المئين مع أن الأولى أقصر من الثانية، ثم بعد تقدير هذا الجعل لم تكتبوا بينهما {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، فكأنه سأل سؤالين، فأجاب عثمان -رضي اللَّه عنه- أنهما سورة واحدة، فتصح التسمية بالسبع المثاني التي هي السبع الطوال، ولم تصح كتابة البسملة بينهما، لكنهم وضعوا فاصلة بالبياض من غير البسملة لمكان الاحتمال والاشتباه، فافهم.
وقوله:(وهو تنزل) بلفظ المعلوم والمجهول (٢).
وقوله:(ذوات العدد) أي: السور المتعددة، أو ذوات الآيات المتعددة، وهذا أولى وأنسب.
(١) "الإتقان في علوم القرآن" (١/ ٧٥). (٢) بِالتَّأْنِيثِ مَعْلُومًا، وَبِالتَّذْكِيرِ مَجْهُولًا. "مرقاة المفاتيح" (٤/ ١٥٢٠).