لمصداق (أنفسكم) في أنفس الكفار مع أنهم مشتركون في صيغة (ندع) ولا معنى لدعوة النبي إياهم وأبناءهم بعد قوله (تعالوا)) (١).
وقوله تعالى {وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ} مثل قوله تعالى {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً}(٢) نزلت في أم المؤمنين عائشة في حادثة الإفك، فإنّ الواحد من المؤمنين من أنفُس المؤمنين والمؤمنات.
وكذلك قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ}(٣) أي لا يُخرج بعضكم بعضاً، فالمراد بالأنفس الإخوان: إما في النسب وإما في الدين (٤).
قلت: وقد قال الله عز وجل عن رسوله الكريم {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}(٥) والحجة في هذه الآية على الإمامية ظاهرة في قوله تعالى {أَنفُسَنَا} على معنى المماثلة والتطابق، فهذه الآية تتكلم عن رسول الله وعن كفار مكة، وتقول {مِّنْ أَنفُسِكُم} فمن ذا الذي يقول بأنّ نفس رسول الله كـ (أنفس) كفار مكة – عياذاً بالله -؟!!
(١) مختصر التحفة الإثنى عشرية ص١٥٦ (٢) سورة النور آية ١٢ (٣) سورة البقرة آية ٨٤ (٤) مختصر منهاج السنة ١/ ١٦٧ - ١٦٨ بتصرف (٥) سورة التوبة آية ١٢٨