فيما لا عِلْمَ لَكَ فيه، بأنْ تَقُوْلَ: لا أدْرِي، فَمَا أبْرَدَها الَيوَمَ عَلَى الكَبِدِ، ومَا أحَرَّهَا يَوْمَ المَرَدِّ!
فإنْ كَانَ العِلْمُ (بِلا أدْرِي) نِصْفَ العِلْمِ، فَهِي واللهِ الجَهْلُ كُلُّهُ إذَا جُهِلَتْ!
* * *
قَالَ الرَّاجِزُ (١):
فإنْ جَهِلْتَ مَا سُئِلْتَ عَنْهُ ... ولَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ عِلْمٌ مِنْهُ
فَلا تَقُلْ فيه بِغَيرِ فَهْمِ ... إنَّ الخَطَأ مُزْرٍ بأهْلِ العِلْمِ
وقُلْ إذَا أعْيَاكَ ذَاكَ الأمْرُ ... مَا لِي بِمَا تَسْألُ عَنْهُ خَبَرُ
فَذَاكَ شَطْرُ العِلْمِ عَنِ العُلَمآ ... كَذَاكَ مَا زَالَتْ تَقُوْلُ الحُكَمآ
قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ: "كَانَ ابنُ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: إذَا أخْطَأ العَالِمُ لا أدْرِي أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ"، وبِمِثْلِهِ قَالَ كَثِيرٌ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ (٢).
(١) السَّابِقُ (٢/ ٨٤٢).(٢) انْظُرْ "جَامِعَ بَيَانِ العِلْمِ" لابْنِ عَبْدِ البر (٢/ ٨٣٩)، و"تَذْكِرَةَ السَّامِعِ والمُتكَلِّمِ"لابْنِ جَمَاعَةَ (٤٢)، و"الفَقِيهَ والمُتَفَقِّهَ" للخَطِيبِ البَغْدَادِيِّ (٢/ ١٧٢).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute