وفي الحديث:"أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا مرّ بهَدَفٍ مائل أو صدفٍ مائل أسرع المشي". (٢)" (٣).
وأما الهدف اصطلاحاً: فقال ابن الأثير:" الهدف: كل بناء مرتفع مشرف .. ، يقال: أهدف له الشيء واستهدف، إذا دنا منه وانتصب له مستقبلا " (٤).
وقد وردت كلمة هدف أيضاً في حديث عبد الله بن جعفر قال: أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم خلفه فاسر إليَّ حديثاً لا أخبر به أحدا أبداً وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل، .... الحديث " (٥).
وقال المناوي:" الهدَف -محركاً- كل شيء عظيم مرتفع، والغرض وقولهم من صنف فقد استهدف أي انتصب كالغرض يرمى بالأقاويل "(٦).
ومن معاني الهدف (الغرض)، وهذا الذي استعمله النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في أكثر من مناسبة، فقال - صلى الله عليه وسلم -:"لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً "(٧).
ومنه ما أخرجه أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن مغفل المزني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" الله الله في أصحابي، الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم
(١) العين باب (هـ د ف) ٤/ ٢٨. (٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٢٦٦٤١)،والبيهقي في شعب الايمان (١٣١٦)،وإسناده مرسل (٣) مقاييس اللغة ٦/ ٣٩ - ٤٩،وينظر الصحاح، للجوهري ٤/ ١٤٤٢. (٤) النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير ٥/ ٢٥١، بتصرف يسير، وينظر غريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ٤٩٢. (٥) أخرجه أحمد١/ ٢٠٤،وإسناده صحيح. (٦) التوقيف على مهمات التعاريف ص٧٣٩. (٧) أخرجه مسلم ٣/ ١٥٤٩ (١٩٥٧)،وغيره.