ومن هنا نعلم أن ما يصنعه المحتالون على الربا الذين يبيعون أكياسًا من القهوة، أو من ( ... )، أو طرائق من الثياب يبيعونها على المتدين، ثم يجي ويعدها واحد، اتنين، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، إلى آخره، وهي في مكان البائع. نقول: هذا ليس بقبض؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر القبض بقوله:«حَتَّى يَأْخُذَهَا التُّجَّارُ إِلَى رِحَالِهِمْ»(١). فتكون في قبضتهم، لكن إن احتاجت إلى عد فلا بد من عدها، أو إلى كيل فلا بد من كيلها، أو إلى وزن فلا بد من وزنها، أو إلى ذرع فلا بد من ذرعها.
لو أن يأتيني بمثال لما بيع بذرع، وبما يحتاج إلى ذرع؟
طالب: من الأرض.
الشيخ: لا، غير الأرض.
طالب: قماش.
الشيخ: قماش، حبال يعني؟
الطالب: قماش ( ... ).
الشيخ: ممكن؟
الطالب: لا.
الشيخ: إي يمكن، يكون مثلًا يسموه الطور ولا أيش؟
الطلبة: الطاقة.
الشيخ: طاقة مثلًا بعت عليك هذه الطاقة كل ذراع أو كل متر بكذا وكذا، هذا إذن قد بِيع بماذا؟
طالب: بالذرع.
الشيخ: بالذرع إي نعم.
يقول المؤلف في ذلك:(وفي صُبرة) القبض في الصُّبرة يحصل بنقله.
ما هي الصبرة؟ الكومة من الطعام، بعت عليك هذه الكومة من الطعام، أو هذا الكيس من الطعام بمئة، فبماذا يكون القبض؟
الطلبة: بالنقل.
الشيخ: بالنقل، تنقلها من مكانها هذا صُبرة (وما يُنقل بنقله)، ويش اللي ينقل؟ أما قلنا: الصبرة الكومة من الطعام؟ اللي يُنقل غيره من الأشياء التي تُباع جزافًا كما لو باع عليه سيارة، السيارة مما ينقل، فيكون بنقلها يلَّا شغل السيارة ومَشِّ، هذا قبض.
(وما يُتناول بتناوله) يعني ما يتناول بالأيدي يكون بتناوله مثل؟
طالب:( ... ).
الشيخ: لا، مثل الأشياء الثمينة؛ الذهب، والجواهر، واللآلئ وما أشبه ذلك، هذه ما نقول: إذا تبغي تقبضها يلَّا روح جيب حمَّال يشيله، عادةً أنها تتناول بالأيدي.