فقوله هنا:«فأنزل الله» ليس المراد بها سبب النُّزول؛ بدلالة قوله:«تصديقها»، فهو ـ بلا ريب ـ لا يريد سبب النُّزول، وذلك ظاهر واضح، لكن المراد هنا التنبيه على أن هذه الصيغة ليست ملازمةً للسببية، والله أعلم.
[الاحتمالات الواردة على نزول الآية إذا ورد فيها أكثر من سبب]
ذكر شيخ الإسلام احتمالين:
الاحتمال الأول: أن تكون الآية نزلت عقب هذه الأسباب، فيكون أكثرُ من حدث سببًا لنُزول الآية، ومثال ذلك:
فقد أخرج البخاري حديث جابر بن عبد الله، قال:«كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنَزلت:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَاتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[البقرة: ٢٢٣]»(٢).
وأخرج أبو داود حديث ابن عباس، قال: «إن ابن عمر ـ والله يغفر
(١) رواه مسلم برقم: ٨٦ (١:٩١). (٢) أخرجه البخاري في تفسير سورة البقرة من كتاب التفسير، رقم الحديث: ٤٢٥٤.