٢ - وقال: «وليسَ قولُه: {يُقْرِضُ اللَّهَ}[البقرة: ٢٤٥] لحاجةٍ بالله، ولكنَّ هذا كقولِ العربِ: لكَ عندي قرضُ صدقٍ، وقرضُ سوءٍ؛ لأمر تأتي فيه مسرَّتُه أو مساءته، قال الشاعر (٢):
القراءاتُ في (معاني القرآن) للأخفشِ (ت:٢١٥) كثيرةٌ جداً، غيرَ أنَّ غالِبَهَا يتعلَّقُ بالخلافِ النَّحْوِيِّ، ثُمَّ التَّصريفِ (٤)، وكان ما يتعلقُ منها بالمعاني قليلاً، وسأذكرُ من توجيهه لهذه القراءاتِ أمثلةً:
١ - قال:«وقالَ تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}[آل عمران: ١٦١]، وقالَ بعضُهم: «يُغَلَّ»(٥)، وكلٌ صواب ـ والله أعلم ـ لأنَّ المعنى: أن يَخُونَ، أو يُخَانَ» (٦).
(١) معاني القرآن (١:٦٤). (٢) البيت لأمية بن أبي الصلت، وهو في ديوانه، جَمَعَهُ: بشير يموت (ص:٦٣). (٣) معاني القرآن، للأخفش (١:١٩٤)، وينظر (٢:٥٧٧). (٤) يمكنُ استظهارُ ذلك من خلالِ فهرس (آيات لها أكثر من قراءة) الذي جعلته المحققة هدى قراعة (٢:٧١٧ - ٧٤٧). (٥) قرأ {أَنْ يَغُلَّ} ابن كثير وأبو عمرو وعاصم، وقرأ الباقون: («أن يُغَلَّ». ينظر: إعراب القراءات السبع وعللها، لابن خالويه (١:١٢٢). (٦) معاني القرآن (١:٢٣٩).