وقال تعالى:{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ}[المؤمنون: ٦٧]؛ أي: تهجرون محمداً صلّى الله عليه وسلّم.
ومن قرأ {تُهجِرونَ}(٣)؛ أي: تقولون الهُجْرَ؛ أي: قولَ الخَنَا والإفحاشِ في المنطقِ، تقولُ: أَهْجُرُهُ إهْجَاراً، قال الشَّمَّاخُ (٤):
كمَاجِدَةِ الأعْرَاقِ قَالَ ابنُ ضَرَّةٍ
عَلَيْهَا كَلاَماً جَارَ فيه وأَهْجَرَا
والهَجْرُ: هذيانُ المُبَرْسَمِ (٥) ودأبُه وشأنُه، ويقال: منه {سَامِرًا تَهْجُرُونَ}[المؤمنون: ٧٦]؛ أي: تَهْذُونَ في النَّومِ.
(١) العين: (٧:٣٠٤). (٢) لم أجده في غير العين، وكذا قال محققو كتاب العين (٣:٣٨٧). (٣) ينظر وجوه تفسير هذه القراءات في: القراءات وعلل النحويين فيها، للأزهري، تحقيق: نوال الحلوة (٢:٤٣٧)، وإعراب القراءات السبع وعللها، لابن خالويه، تحقيق: د. عبد الرحمن العثيمين (٢:٩٢ - ٩٣)، والحجة للقراءات السبع، لأبي علي الفارسي، تحقيق: بدر الدين قهوجي وغيره (٥:٢٩٨). (٤) ينظر البيت في ديوان الشمَّاخ (ص:١٣٥)، وأوله «مُمَجَّدَةِ». (٥) جاء في تاج العروس، مادة (برسم): «البِرْسَامُ ـ بالكسر ـ: عِلَّةٌ يُهذَى فيها ـ نعوذ بالله منها ـ، وهو وَرَمٌ حارٌّ يعرِض للحجاب الذي بين الكبد والأمعاء، ثمَّ يتَّصِلُ إلى الدِّمَاغِ. وقد بُرْسِمَ الرجلُ، فهو مُبَرْسَمٌ».