إِلَى أَن يَقُول "وَأَبُو مُحَمَّد وَأَمْثَاله قد سلكوا مَسْلَك الْمَلَاحِدَة الَّذين يَقُولُونَ إِن الرَّسُول لم يبيّن الْحق فِي بَاب التَّوْحِيد" (١). الخ.
وَبِهَذَا يَتَّضِح قطعا:
أ- أَن الْعبارَة الْمَذْكُورَة لَيست من قَول شيخ الْإِسْلَام بل قَائِلهَا أشعري يمدح مذْهبه (٢).
ب- أَن شيخ الْإِسْلَام نسب هَذَا الْقَائِل ومذهبه إِلَى الْجَهْمِية الْكلابِيَّة وَاتِّبَاع طَريقَة الْمَلَاحِدَة وَأنكر عَلَيْهِم ادِّعَاء طَريقَة السّلف وَهَذَا ينفى مَا حاول الصَّابُونِي تدليسه فِي مقالاته السِّت تَمامًا.
وبالمناسبة أذكر بعض مَا يحضرني من الْكتب الَّتِي ألفها شيخ الْإِسْلَام فِي الرَّد على الأشاعرة نصا غير الَّتِي رد
(١) وَانْظُر أَيْضا ص ١٥٦من الْجُزْء نَفسه. وَهَذَا الْكَلَام الْمَنْقُول من ص ١٥٨ لابد أَن الصَّابُونِي قَرَأَهُ؛ لِأَنَّهُ اسْتشْهد بِكَلَام بعده فِي ص ١٦٧ من الْفَتْوَى.(٢) قَائِلهَا هُوَ أَبُو مُحَمَّد الجوينى وَالِد أَبُو الْمَعَالِي (توفى٤٤٠) وَقد رَجَعَ فِي آخر عمره إِلَى عقيدة السّلف وَشهد لَهُ بذلك شيخ الْإِسْلَام فِي مَوَاضِع، وَكتب فِي تَوْبَته "النَّصِيحَة" المطبوعة مَعَ الْمَجْمُوعَة المنيرية وطبعها الْمكتب الإسلامي معزوة إِلَى ابْن شيخ الحزاميين وَهُوَ خطأ. ومناسبة فتواه هَذِه هِيَ صُدُور مراسيم سلطانية بلعن أَصْحَاب الْبدع - وَمِنْهُم االأشاعرة - على المنابر، انْظُر المنتظم لِابْنِ الْجَوْزِيّ حوادث سنة ٤٣٣ وَمَا بعْدهَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute