كانوا عليها من القحط، غير أن الذي يبعده إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على القائل بقوله: لمضر؛ فإنَّ طلب السقيا لهم لا يُنكَر، وإنما الذي يُنكَر طلب الاستغفار لهم. وقد فسر البطشة بأنها يوم بدر. وأما اللزام: فهو المذكور بقوله تعالى: {فَسَوفَ يَكُونُ لِزَامًا} وقد اختلف فيه، فقيل: هو العذاب الدائم، وأنشدوا:
فَإِمَّا ينجُوَا من خسف (١) أرض ... فقد لقيا حتوفهما لزاما
وقال آخر:
ولم أجزع من الموت اللزام
وقال أُبي: هو القتل بالسيف يوم بدر، وإليه نحا ابن مسعود، وهو قول أكثر الناس، وعلى هذا فتكون البطشة واللزام شيئا واحدا. وقال القرطبي (٢) وأبو عبيدة: هو الهلاك والموت، وأما الروم، فقد روى الترمذي من حديث نيار بن مكرم الأسلمي قال: لما نزلت: {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ} الآيتين، فكانت
(١) في اللسان: حَتْف. مادة: لزم. (٢) المقصود به هنا: بقيّ بن مَخْلَد المتوفى سنة (٢٧٦ هـ).