وأمَّا تَرْك واحِدة منهما؛ فالصلاةُ: الصحيح أنه يَكفُر، والزكاةُ: الصحيح أنه لا يَكفُر.
قوله تعالى:{وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}: {هُمْ} مُبتَدَأ و {بِالْآخِرَةِ} جارٌّ ومجَرور مُتعلِّق بـ {يُوقِنُونَ}، و {هُمْ} الثانية يَقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{هُمْ} الثانية تَأكيد] تَأكيد لفظيٌّ لـ {هُمْ} الأُولى.
قوله تعالى:{وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} المُراد بالآخِرة يوم القِيامة، وسُمِّيَ آخِرة؛ لأنه آخِرُ ما يَكون، فالإنسان له أَربَع مَراحِلَ:
المَرحَلة الأُولى: في بَطْن أُمِّه.
والمَرحَلة الثانِية: في الدنيا.
والمَرحَلة الثالِثة: في البَرزَخ.
والمَرحَلة الرابِعة والأخيرة: يَوم القِيامة.
وقوله تعالى:{بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} الإيمان بالآخِرة ليس مَعناه أن تُؤمِن بأن القيامة ستَقوم فقَطْ، قال شيخ الإسلام ابن تَيميَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ في العَقيدة الواسِطية (٢): "وقد دَخَل في الإيمان باليوم الآخِر: الإيمان بكلِّ ما أَخبَر به النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ممَّا يَكون بعد الموت"، فيَشمَل فِتْنة القَبْر، وعذاب القَبْر، ونعيم القَبْر، والصِّراط، والحِساب، والميزان، والكُتُب التي تُنشَر يوم القيامة، وغير ذلك.