وهذا التوحيد الذي دعا الله إليه رسله, وأمرهم أن يدعوا أقوامهم إليه سواءً كانوا يهوداً أو نصارى أو مسلمين أو غيرهم, بقوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}(٢).
[الفرع الأول: التوحيد دعوة جميع الأنبياء والمرسلين.]
وكما أن هذا التوحيد هو دعوة يعقوب - عليه السلام - كما في قوله تعالى:{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(٣).
وهو كذلك دعوة عيسى - عليه السلام -: قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} (٤).
وهو أيضاً دعوة نوح - عليه السلام -: قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ}(٥).
وهو دعوة هود - عليه السلام -: قال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ}(٦).
(١) سورة آل عمران: الآية (١٨ - ١٩). (٢) سورة الأنبياء: الآية (٢٥). (٣) سورة البقرة: الآية (١٣٣). (٤) سورة الزخرف الآية: (٦٣ - ٦٤). (٥) سورة المؤمنون: الآية (٢٣). (٦) سورة هود: الآية (٥٠).