فهذه الآيات تبيّن أنّ هناك ثلاث طرق لتبليغ المعرفة الإلهية هي:
١ - الوحي: ومعناه في اللغة الإعلام الخفي (١)، وقد يكون بالرؤيا الصادقة أو بالإلهام، وهو أن يلقي الله في النفس أمرا يبعث على الفعل أو الترك (٢).
٢ - من وراء حجاب، كما كلّم الله تعالى موسى، عليه السّلام (سورة النساء ١٦٤ وسورة طه ١١).
٣ - الرسول، وهو الملك الذي ينزل إلى الانبياء والرسل (٣).
٣ - إن انقطاع الوحي ثلاث سنوات لا يتناسب مع ما وجد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه من التطلع إلى لقاء جبريل وما أصابه من الحزن بسبب تأخر ذلك بعض الوقت، فلو كانت مدة انقطاع الوحي ثلاث سنوات لأدى ذلك فيما أحسب إلى أحد أمرين: إما نسيان القضية كلها، وإما أن يؤدي ذلك الحزن بحياته صلى الله عليه وسلم ومن ثم فإن الراجح أن مدة فتور الوحي كانت أياما أو أسابيع معدودة (ينظر: ابن حجر: فتح الباري ١/ ٢٧ و ٨/ ٧١٠ و ١٢/ ٣٦٠). (١) ابن منظور: لسان العرب ٢٠/ ٢٥٧ وحي. (٢) المصدر نفسه ١٦/ ٢٨ لهم. (٣) ينظر: الطبري: جامع البيان ٢٥/ ٤٥.