ب - لما ألف النسفي - عمر بن محمد - متن العقيدة الذي سمي بالنسفية اعتني يشرحها - من منطلق المذهب الأشعري - بعض الحنفية، ومنهم سعد الدين التفتازاني (١) ، في شرحه المشهور الذي اشتهر ووضعت له حواش عديدة، انظر كمثال على منهجه كلامه حول صفة التكوين (٢) .
جـ - ألف البزدوي (٣) ، كتابا في أصول الدين، حاول فيه أن يجمع بين طريقتي الأشعرية والماتريدية.
د - ومن الأمثلة على تداخل المذهبين أن نور الدين الصابوني الماتريدي رجح - خلافا لشيخ الماتريدية - أن دليل الرؤية الوجود (٤) ، ومن المعلوم أن الماتريدي يحتج للرؤية بالسمع فقط، أما معاصره فخر الدين الرازي - وهو دليل الوجود (٥) ، ثم في الأخير رجح مذهب الماتريدي ونص على ذلك، ذاكرا اسم الماتريدي (٦) .
(١) هو: مسعود بن عمر التفتازاني، صاحب المقاصد وشرحه، وشرح النسفية وغيرها، ولد سنة ٧١٢هـ، وتوفي سنة ٧٩١هـ، انظر: الدرر الكامنة (٦/١١٢) ، "هندية" وبغية الوعاة (٢/٢٨٥) . (٢) انظر: شرح النسفية ضمن مجموعة الحواشي البهية عليها (ط الكردي - القاهرة ١/١٢٩) مع حاشية ملا أحمد الجندي، والخيالي، ونظر: أيضا - حاشية السيالكوتي في نفس الكتاب - آخر الجزء الأول (ص: ٢٦٩) ، وانظر: حاشية العصام على شرح النسفية (ص: ١٤٦) وما بعدها - طبعة مستقلة. (٣) هو: أبو اليسر محمد بن محمد بن الحسين النسفي، الزدوي، له كتاب أصول الدين - مطبوع - ولد سنة ٤٢١هـ وتوفي سنة ٤٩٣هـ، وأخوه أبو الحسن فخر الدين البزدوي - على ابن محمد - ونسبتهم إلى بزدة، قلعة على بعد ستة فراسخ من نسف، انظر: في ترجمة أبي اليسر الجواهر المضية (٤/٩٨) ، وتاج التراجم (ص:٦٥) ، وسير أعلام النبلاء (١٩/٤٩) . (٤) انظر: مناظرات فخر الدين الرازي فيما وراء النهر (ص: ١٥-١٦) وقد ناظر الرازي الصابوني في هذه المسألة. (٥) انظر: الأربعين للرازي (ص: ١٩١-١٩٨) . (٦) انظر: المصدر السابق (ص: ١٩٨) .