الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: ابن عبد المطلب، فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قد أجبتك" فقال الرجل للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إني سائلك فمُشَدِّدٌ عليك في المسألة، فلا تجدْ عليَّ (١) في نفسك، فقال:"سَلْ عَمَّا بَدَا لك" فقال: أسألك بربك ورب من قبلك، آللَّه أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال:"اللهم نعم (٢) " قال: أَنْشُدُكَ باللَّه، آللَّه أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ فقال:"اللهم نعم" قال: أنشدك باللَّه، آللَّه أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال:"اللهم نعم" قال: أنشدك باللَّه، آللَّه أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللهم نعم" فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضِمَامُ ابن ثعلبة، أخو بني سعد بن بكر.
٥٨ - وعن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعث بكتابه رجلًا وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، فحسبت (٣) أن ابن المسيب قال: فدعا عليهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يُمَزَّقُوا كل مُمَزَّقٍ.
(١) (فلا تجد عليَّ)؛ أي: لا تغضب. (٢) (اللهم نعم) الجواب حصل بنعم، وإنما ذكر (اللهم) تبركًا بها، وكأنه استشهد باللَّه في ذلك تأكيدًا لصدقه. (٣) (فحسبت) القائل هو ابن شهاب راوي القصة.