يستطيع الكفار مغادرتها أو الخروج منها، كما قال تعالى:(إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا)[الكهف: ٢٩] . وسرادق النار سورها وحائطها الذي يحيط بها.
[المطلب الثامن: إطلاع النار على الأفئدة]
ذكرنا أن أهل النار يضخم خلقهم في النار شيئاً عظيماً، ومع ذلك فإن النار تدخل في أجسادهم حتى تصل إلى أعمق شيء فيهم (سأصليه سقر* وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لواحة للبشر)[المدثر: ٢٦-٢٩] ، قال بعض السلف في قوله:(لا تبقي ولا تذر) ، قال:" تأكل العظم واللحم والمخ ولا تذره على ذلك ". (١)
وقال الحق تبارك وتعالى:(كلا لينبذن في الحطمة* وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة)[الهمزة: ٤-٧] .
قال محمد بن كعب القرظي:" تأكله النار إلى فؤاده، فإذا بلغت فؤاده أنشئ خلقه ". وعن ثابت البناني أنه قرأ هذه الآية، ثم قال:" تحرقهم النار إلى الأفئدة وهم أحياء، لقد بلغ منهم العذاب، ثم يبكي ". (٢)
(١) التخويف من النار لابن رجب: ١٤٦. (٢) التخويف من النار لابن رجب: ١٤٦.