قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي ﵀: «ذكر الله -جلَّ وعلا- في هذه الآية الكريمة أنه بعث في كل أمة رسولًا بعبادة الله وحده واجتناب عبادة ما سواه، وهذا هو معنَى:(لا إله إلا الله)؛ لأنها مركبة من نفيٍ وإثباتٍ، فنفيها: هو خلع المعبودات غير الله تعالى في جميع أنواع العبادات، وإثباتها: هو إفراده -جلَّ وعلا- بجميع أنواع العبادات بإخلاص على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله -عليهم صلوات الله وسلامه-، وأوضح هذا المعنى كثيرًا في القرآن عن طريق العموم والخصوص» (١).
ثم ساق الآيات في ذلك.
وفي معنَى هذه الآية أيضًا قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ [البقرة: ٢٥٦].
فقد أخبر الله أن مَنْ كفر بالطاغوت وآمن بالله؛ فقد استمسك بالعروة الوثقى، والعروة الوثقى: هي الإيمان في قول مجاهدٍ.
وقال السدي: هو الإسلام.
وقال سعيد بن جبير والضحاك: لا إله إلا الله.
وعن أنس بن مالك: هي القرآن.
وعن سالم بن أبي الجعد قال: هو الحب في الله والبغض في الله.
قال ابن كثير:«وهذه الأقوال كلها صحيحة لا تنافي بينها»(٢).
(١) أضواء البيان (٣/ ٢٤٤). (٢) تفسير ابن كثير (١/ ٦٨٤).