وهذا الفن هو مفتاح كل فتنة في الدنيا والدين، وقل من تعلق به فأفلح، لأن مرجعه إلى الكهانة، وهي ضد الحق، وقد قال (ص): ((من أتى عرافا ليسأله، فقد كفر بما أنزل على محمد)) (١) يعني: إن اعتقد اطلاعه على الغيب، وإلا فكفر دون كفر.
قال العلماء: وقرعة الطيور والدوائر والأنبياء ونحوها من باب الاستقسام بالأزلام، وبالغوا في ذلك إلى أن عدوا منه الاستفتاح في المصحف، وحكاية الوليد العاصي (٢)، في تمزيقه بسبب ذلك معلومة، وقوله (ص): ((كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه خط ذلك النبي فذلك)) (٣) الحديث، إشارة
(١) خرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٨، من حديث أبي هريرة (ض)، قال: قال رسول الله (ص): ((من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه فيما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد (ص))) وقال الحاكم: صحيح على شرطهما، ورافقه الذهبي، وفي صحيح مسلم ٤/ ١٧٥١ من حديث صفية عن بعض أزواج النبي (ص)، عن النبي (ص) قال: ومن أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)). (٢) هو الوليد بن يزيد نسبوا إليه أنه استفتح المصحف فوقع على قوله تعالى: {وخاب كل جبار عنيد} فرمى المصحف بالسهام ومزقه، انظر تاريخ ابن خلدون ٣/ ١٣٢. (٣) خرجه مسلم ٤/ ١٧٤٩، من حديث معاوية بن الحكم السلمي (ص)، قال: (... ومنا رجال يخطون؟)، قال النبي (ص): ((كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك))، والصحيح أن معناه: من وافق خطه فهو مباح له، وإذا لم يوافق فهو حرام، فيكون الخط - وهو علم الرمل - حرام، لأنه لا يباح إلا بحصول الموافقة لخط ذلك النبي على وجه متيقن، وهو مما لا سبيل لنا إلى معرفته، ولم يقل (ص) في الجواب: إنه حرام، حتى لا يظن أن التحريم يعم خط ذلك النبي أيضا، انظر شرح النووي على صحيح مسلم ٥/ ٢٣.