كتاب أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين دراسة وترجيح

المطلب الأول ذكر الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض - أولًا: ذكر النصوص الدالة علي عدم الرؤية - ص: 303

زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله يقول: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (٦) " (٧) وفي رواية قال مسروق: قلت لعائشة رضي الله عنها: فأين قوله: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} (٨)؟ قالت: "ذاك جبريل كان يأتيه في صورة الرجل، وإنما أتاه في هذه المرة في صورته التي هي صورته فسدّ الأفق" (٩).

- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هل رأيت ربك؟ قال: "نور أنَّى أراه".

وفي طريق آخر أنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "رأيت نورًا" (١٠).

- وعن أبي إسحاق الشيباني قال: سألت زر بن حبيش عن قول الله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} قال: حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له ستمائة جناح (١١).

وفي رواية لمسلم قال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} (١٢) قال: رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح.

---

(٦) سورة النمل. آية (٦٥).
(٧) متفق عليه: البخارى: كتاب التفسير، باب: تفسير سورة النجم. (٤/ ١٨٤٠) ح (٤٥٧٤). ومسلم واللفظ له: كتاب الإيمان، باب: معنى قول الله عز وجل {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (٣/ ١٠) ح (١٧٧).
(٨) سورة النجم. الآيتان (٨، ٩).
(٩) متفق عليه: البخارى: كتاب بدء الخلق، باب: إذا قال أحدكم آمين. (٣/ ١١٨١) ح (٣٠٦٣). ومسلم: كتاب الإيمان، باب: معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}. (٣/ ١٤) ح (١٧٧).
(١٠) أخرج كلا الطريقين مسلم: في كتاب الإيمان، باب: في قوله عليه الصلاة والسلام: "نور أنى أراه". (٣/ ١٥) ح (١٧٨).
(١١) متفق عليه: البخارى: في مواضع: كتاب بدء الخلق، باب: إذا قال أحدكم آمين. (٣/ ١١٨١) ح (٣٠٦٠)، وفي كتاب التفسير، باب: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}. (٤/ ١٨٤٠) ح (٤٥٧٥) وباب: قوله: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}. (٤/ ١٨٤١) ح (٤٥٧٦).
ومسلم: كتاب الإيمان، باب: في ذكر سدرة المنتهى. (٣/ ٦) ح (١٧٤).
(١٢) سورة النجم. آية (١١).