ومما حدث أيضًا في هذه الغزوة ما يرويه أبو حُمَيْد الساعدي - رضي الله عنه - حيث قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في غَزْوَةِ تَبُوكَ، ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا وَادِي الْقُرَى، فَقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنِّي مُسْرِعٌ، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُنم فَلْيُسْرِعْ مَعِي، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَمْكُثْ"، فَخَرَجْنَا، حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ:"هذِهِ طَابَةُ، وَهَذَا أُحُدٌ وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"(٢).
وفي مرَجَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مِنْ تَبُوكَ، وحين دَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ، قال - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ (٣).
(١) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (٧٠٦٨)، بسند رجاله ثقات. (٢) متفق عليه: أخرجه البخاري (١٤٨١)، كتاب: الزكاة، باب: خرص الثمر، ومسلم (١٣٩٢)، كتاب: الفضائل، باب: في معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم -. (٣) متفق عليه: أخرجه البخاري (٤٤٢٣)، كتاب: المغازي، باب: نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحجر، ومسلم (١٩١١)، كتاب: الإمارة، باب: ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر.