التسليم الجدلي بصحة ما استدلوا به عن نصوص مجاراة للخصم ولكن هذه الأدلة لا تدل على أن سيدنا عيسي -عليه السلام- إله عند تفسيرها تفسيرًا يتناسب مع طبيعتها كوحى سماوي مقدس- كما يدعون- (١).
٢ - التناقض والتعارض بين نصوص الأناجيل في هذه القضية: فإن كانت هناك أدلة يحتج بها النصارى على ألوهية المسيح -كما يدعون- فإن هناك نصوصًا أخرى من الأناجيل تثبت أن المسيح -عليه السلام- ما هو إلا بشر رسول أرسله الله -عزّ وجلّ- إلى بني إسرائيل ويعتريه ما يعترى البشر ويحتاج إلى ما يحتاج إليه البشر.
ولذلك يقول د/ عبد العظيم المطعنى، وهو يبين موقف الأناجيل من دعوى تأليه المسيح (٢): لقد ورد في الأناجيل نصوص كثيرة تدل على أن عيسى إنسان في مواضع متعددة منها:
أ- "لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم ... ولكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا"(٣).
ب- "جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون: هو ذا إنسان أكول شريب خمر"(٤).
ج- "منذ الآن يكون ابن الإنسان جالسًا عن يمين قوة الله"(٥).
د- "ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلونى وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله"(٦).
ويقول أيضًا: تعددت النصوص التي تصف المسيح -عليه السلام- بأنّه نبي مرسل من هذه النصوص ما يلي:
١ - "من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلنى من يقبل نبيًا باسم نبى فأجر نبي يأخذ"(٧).
٢ - "ومن قبلنى فليس يقبلنى أنا؛ بل الذي أرسلنى"(٨).
٣ - إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتى إلى العالم" (٩).
(١) انظر: مشكلات العقيدة النصرانية: ص ٩٩ - ١٠٢. (٢) انظر: الإِسلام في مواجهة الاستشراق: د/ المطعني، ص ٣٩٩. (٣) متى: (٩/ ٢ - ٦) شفاء مشلول. (٤) متى: (١١/ ١٦) يسوع ويوحنا المعمدان. (٥) لوقا: (٢٢/ ٦٩) استهزاء الحراس. (٦) يوحنا: (٨/ ٤٠) أبناء إبراهيم. (٧) متى: (١٠/ ٤٠) إرسال الاثنى عشر. (٨) مرقس: (٩/ ٣٧) من هو الأعظم؟. (٩) يوحنا: (٦/ ١٤) إشباع الخمسة آلاف رجل.