فيذكرل / أحمد عبد الوهاب أن التوراة قد سجلت على هارون - عليه السلام - أنه شارك الشعب الإسرائيلي كفره إذ صنع بيده العجل الذي عبدوه ونصب نفسه كاهنًا فقد بين الإمام ابن القيم افتراء اليهود على هارون - عليه السلام - إذ نسبوا إليه صناعة العجل فيقول:
(وفيها -أي التوراة- أن هارون هو الذي صاغ لهم العجل وهذا إن لم يكن من زياداتهم وافتراءاتهم فهارون اسم السامري الذي صاغه ليس هو بهارون أخي موسى)(١).
ويعلق د/ بدران على قصة هارون - عليه السلام - قائلًا:
(هكذا جعلوا من هارون ذلك الإنسان القريب من النبوة صانع الأصنام عابدًا لها؛ بل لقد زاد افتراؤهم عليه وقالوا إنه عمل مذبحًا للصنم الإله الجديد كما حدد أعياده)(٢) فبنى له مذبحًا وجعل له في الغد عيدًا، ومعاذ الله أن يكون هارون النبي كذلك فلقد تكفل القرآن ببراءة هارون من هذا الجرم الشنيع الذي لا يمكن الاعتذار عنه فقرر أن الذي صنع العجل إنما هو شخص آخر غير هارون كما سجل رفض هارون لتلك الفكرة الخبيثة وتنديده بها (٣).
وأيضًا يعتبر اليهود سيدنا موسى - عليه السلام - وثنيًا يصنع الحية النحاسية لعبادتها وتقديسها مع بني إسرائيل:"وسحق (حزقيا) حية النحاس التي عملها موسى لأن بنى إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها"(٤).