(دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت: من هذا؟ قالوا:) أي الملائكة (حارثة) بحاء مهملة ومثلثة. (ابن النعمان) الأنصاري من بني مالك ابن النجار وكان أبو الناس بأمه كما في تمام الحديث بلفظ: "كان أبو الناس بأمه" وما كان يحسن من المصنف حذفه فإنه قال المناوي (١): إنه قد صح هذا اللفظ من كلامه - صلى الله عليه وسلم - وليس بمدرج حتى يكون عذره في حذفه، وقوله:(كذلكم البر، كذلكم البر) قال الطيبي: المشار إليه ما سبق والمخاطبون الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - رأى هذه الرؤيا وقصها على أصحابه فلما بلغ إلى قوله النعمان نبههم على سبب تلك الدرجة بقوله: كذلكم البر أي حارثة نال تلك الدرجة بسبب البر وموقع هذه الجملة التذييل كقوله تعالى: {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}[النمل: ٣٤] وفيه من المبالغة جعل جزاء البر برا وعرف الخبر بلام الجنس تنبيها على أن هذه الدرجة لا تنال إلا ببر الوالدين والتكرير للاستيعاب والتقرير والتأكيد، انتهى كلام الطيبي. قلت: ولم يذكر الشارح هل هذا قبل وفاة حارثة أو بعدها فينظر. (ت ك)(٢) عن عائشة) وقال الحاكم: على شرطهما [٢/ ٤٨٩] وأقره االذهبي وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح قال الحافظ في الإصابة: إسناده صحيح.
٤١٦٣ - "دخلت الجنة فرأيت فيها جنابذ من اللؤلؤ ترابها المسك، فقلت: لمن هذا يا جبريل؟ قال: للمؤذنين والأئمة من أمتك يا محمد"(ع) عن أبي.
(دخلت الجنة فرأيت فيها جنابذ) بالجيم فنون بعد الألف فموحدة فذال
(١) انظر: فيض القدير (٣/ ٥١٩). (٢) أخرجه الترمذي (٣٦٨٩)، والحاكم (٣/ ٢٢٩)، وانظر الإصابة (١/ ٦١٨)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٣٧١)، والصحيحة (٩١٣).