١٥٠٢ - "اللَّهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمَّد نبي الرحمة يا محمَّد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللَّهم فشفعه في (ت ٥ ك عن عثمان) ".
(اللَّهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمَّد) عطف بيان أي أتوسل إليك في طلب الحاجات به وبمقامه عندك وكرامته لديك (١).
وقد اختلف في جواز التوسل إليه تعالى بشيء من مخلوقاته فقال أبو محمَّد بن عبد السلام في فتاويه (٢): أنه لا يجوز التوسل إليه بشيء من مخلوقاته لا الأنبياء ولا غيرهم، وتوقف في حق نبينا - صلى الله عليه وسلم - لاعتقاده أنه ورد في ذلك حديث، وإن لم يعرف صحة الحديث وكأنه يريد هذا الحديث وقال [١/ ٤٣٢] أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعوا الله إلا به، قال: وأكره أن يقال أسألك بمعاقد العز من عرشك وأكره أن يقال بحق فلان وبحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام وعن أبي الحسن قال: أما المسألة بغير الله فمنكرة في قولهم لأنه لاحق لغير الله عليه وإنما الحق لله على خلقه، وأما قوله: بمعقد العز من عرشك فكرهه أبو حنيفة ورخص فيه أبو يوسف قال: وقد روى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا بذلك، قال: ولأن معقد العز من العرش إنما يراد به القدرة التي خلق الله بها العرش مع عظمته فكأنه سأله بأوصافه أفاد ذلك ابن القيم في إغاثة اللهفان (٣)(نبي الرحمة) صفة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - مأخوذ من قوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: ١٠٧] فإنه تعالى رحم به الكفرة بإخراج من آمن منهم من ظلمات الكفر
(١) وُضِع لهذا الموضوع عنوان: (مطلب في التوسل إلى الله بالمخلوق). (٢) انظر هذا القول في مجموع الفتاوى لشيخ الإِسلام ابن تيمية (١/ ٣٤٧)، ونقله كذلك ابن القيم في إغاثة اللهفان (١/ ٢١٧). (٣) المصدر السابق.