قال الإمام النووي:"خير الهدى هدى محمد، أي أحسن الطرق طريق محمد - صلى الله عليه وسلم -. يقال: فلان حسن الهدى، أي الطريقة والمذهب"(٢).
عن عائشة - رضي الله عنها - قَالَت: قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أَحدَثَ فِي أَمرِنَا هَذَا مَا لَيسَ مِنهُ فَهُوَ رَد"(٣).
قلت: وكل من اتخذ طريقة تخالف طريقته، فقد أضاع الهدى وضل الطريق، بل من الناس من يبتدع في دين الله، وهو يحسب أنه يحسن صنعًا، ومنهم من يهدي بغير هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويحدث في دين الله ما هو رد، ولا شك أنهم دعاة على أبواب جهنم نعوذ بالله منهم.
عن حذيفةَ بن اليمان - رضي الله عنه - يقول: كان الناسُ يسألونَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنِ الخير، وكنتُ أسألُهُ عنِ الشرِّ مخافةَ أن يُدركَني، فقلتُ: يا رسول الله، إنا كنا في جاهليةٍ وشرٍّ؛ فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعدَ هذا الخير من شر؟ قال:"نعم". قلتُ: وهل بعد ذلك الشرِّ من خير؟ قال:"نعم وفيه دَخَن". قلتُ: وما دَخَنُه؟ قال:"قومٌ يَهدونَ بغير هَدْيي، تَعرفُ منهم وتُنكر"، قلتُ: فهل بعدَ ذلك الخير من شرّ؟ قال: "نعم، دُعاةٌ على أبوابِ جهنمَ،
(١) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة (٨٦٧)، وأحمد (٣/ ٣٧١)، والنسائي وابن ماجه. (٢) "صحيح مسلم بشرح النووي" (٦/ ١٥٤). (٣) متفق عليه.