ولتوضيح قولهم نقول: إن المضافات إلى الله سبحانه في الكتاب والسنة لا تخلو من ثلاثة أقسام:
أحدها: إضافة الصفة إلى الموصوف
كقوله تعالى:{ولا يحيطون بشيء مِن علمه} ١ وقوله: {إن الله هو الرَّزَّاق ذو القوَّة} ٢ فهذا القسم يثبته الكلابية ولا يخالفون فيه أهل السنة، وينكره المعتزلة.
والقسم الثاني: إضافة المخلوق.
كقوله تعالى:{ناقة الله وسقياها} ٣ وقوله تعالى: {وطهر بيتي للطائفين} ٤ وهذا القسم لا خلاف بين المسلمين في أنه مخلوق.
والقسم الثالث: -وهو محل الكلام هنا- ما فيه معنى الصفة والفعل.
كقوله تعالى:{وكلَّم الله موسى تكليما} ٥ وقوله تعالى: {إن الله يحكم ما يريد} ٦ وقوله تعالى: {فَبَاءُوا بغضب على غضب} ٧
فهذا القسم الثالث لا يثبته الكلابية ومن وافقهم على زعم أن الحوادث لا تحل بذاته. فهو على هذا يلحق عندهم بأحد القسمين قبله فيكون:
١- الآية ٢٥٥ من سورة البقرة. ٢- الآية ٥٨ من سورة الذاريات. ٣- الآية ١٣ من سورة الشمس. ٤- الآية ٢٦ من سورة الحج. ٥- الآية ١٦٤ من سورة النساء. ٦- الآية ١ من سورة المائدة. ٧- الآية ٩٠ من سورة البقرة.