وشمائله، ودلائل نبوته، وأخلاقه، وخصائصه، وهي أوثق تقرير لما كان عليه صلى الله عليه وسلم في جميع حالاته (١) .
ففي ثنايا القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تعرضت لحياته صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، وأثناءها، وبعدها....
فحديث القرآن عن يُتْمِه ورد في قوله تعالى:{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}[الضحى:٦-٧] .
وحديثه عن بدء نزول الوحي عليه، كما في قوله تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[العلق:١] .
وحديثه عن حاله صلى الله عليه وسلم عند تلقيه الوحي، كما في قوله تعالى:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}[القيامة:١٦-١٧] .
وحديث القرآن عن عداوة الأعداء وخصومة الكافرين له، واتهامه بشتى أنواع المعايب في قوله تعالى (٢) : {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ، وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ}[الصافات:٣٥-٣٦] .
كذلك حديث القرآن عن بشريته واضحاً في قوله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[فصلت: ٦] . وقوله تعالى:{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللهُ بَشَرًا رَّسُولاً}[الإسراء:٩٤] .
(١) شخصية الرسول ودعوته في القرآن والسنة: ص:٧. (٢) مصادر السيرة النبوية وتقويمها: ص:٢٣.