وقد سمّى الله سبحانه وتعالى كتابَه العزيز ذكرًا فقال:{وَهَذَاذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ} ١، وقال تعالى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} ٢، وقال تعالى:{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ} ٣، وقال تعالى:{أَوَ عَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِن رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ} ٤، وقال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ٥، وقال تعالى:{ص وَالقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} ٦، وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ٧.وفي هذا المعنى آيات كثيرة في القرآن الكريم.
قال سفيان الثّوري رحمه الله:"سمعنا أنّ قراءة القرآن أفضلُ الذِّكر إذا عمل به"٨. وروى الطبري بإسناده إلى عون بن عبد الله قال: أتينا أمّ الدرداء نتحدّث إليها، قال: ثمّ قلتُ: يا أمَّ الدرداء لعلّنا أمللناكِ؟ قالت: "أمللتموني والله، لقد التمستُ العبادة في كلِّ شيء فما وجدتُ شيئاً أشفى لنفسي من مجلس ذكرٍ، قال: ثمّ اختبأت، ثمّ
١ سورة الأنبياء، الآية: (٥٠) . ٢ سورة النحل، الآية: (٤٤) . ٣ سورة آل عمران، الآية: (٥٨) . ٤ سورة الأعراف، الآية: (٦٣) . ٥ سورة الحجر، الآية: (٩) . ٦ سورة ص، الآية: (١) . ٧ سورة فصلت، الآية: (٤١،٤٢) . ٨ أورد هذا الأثر والذي بعده القرطبي في التذكار في فضل الأذكار (ص:٥٥،٥٩) .