فصل: قال الجهمي: وإذا قررت لله مكانا معينا، فما معنى قوله تعالى:{فأينما تولوا فثم وجه اللَّه}
...
"فصل"
قال الجهمي في ورقته: وإذا قررت لله مكانا معينا، فما معنى قوله تعالى:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} ٢ وقال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} ٣ وقال: إنه قريب ٤. وقال صلى الله عليه وسلم:"حيثما كنتم فأنه معكم"٥ فإذا قلت: هذه الآيات مؤولة وأقررت بالتأويل، فالآية الأولى أولى به، لأنها بلا تأويل تخالف الإجماع وتعارض الآيات والأحاديث. أما الآيات الأخيرة، فقد قيل في الأولى ٦ إنها من المتشابهات، لأن الاستواء معلوم، والكيف مجهول؛ وما نفي الاستواء/عن/٧ غير العرش.
هذا كلامه بحروفه، نقلناه على ما فيه من التحريف واللحن ليعتبر الناظر، ويعرف المؤمن المثبت حال هؤلاء الجهال الضلال الحيارى.
٢ سورة البقرة الآية "١١٥". ٣ سورة ق الآية "١٦". ٤ ذلك في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة:١٨٦] . ٥ تقدم تخريجه في ص ٥٣٧. ٦ أي قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق:١٦] . ٧ في "أ": من.