وأصبت فى أرض العدوّ مصيبة ... عمّت أقاصى غورها ونجادها
ظفرا ونصرا ما تناول مثله ... أحد من الخلفاء كان أرادها
وإذا نشرت له الثناء وجدته ... جمع المكارم طرفها وتلادها (١)
وعلى هذا النحو كان يمدح الوليد مدحا مبالغا فيه مفرطا، محاولا بكل ما يستطيع أن يخلع عليه هالة من القداسة، فهو قد اصطفاه الله للأمة واختاره لسياستها وصلاح شئونها ورشاد أمورها والتئام شعثها، وقد انقادت إليه بأزمتها، والله يتم عليه نعمته، وهى تصلى له وتدعو بالتوفيق بل إن الله فى علاه ليصلى عليه كما يصلى على نبيه محمد المصطفى. ويصور حسن سياسته الداخلية، وكيف أعمر أرض المسلمين حتى ازدهرت وآتت أكلها، وإنه ليحوطها بجنده منزلا على أعدائها صواعقه، فتمحقهم محقا.
وفى أشعاره ما يدل على أنه كان يعنى بها عناية شديدة إذ ما يزال يصقلها ويشذبها حتى تلين له متونها، مرددا فيها نظره مجيلا عقله، يقول:
وقصيدة قد بتّ أجمع بينها ... حتى أقوّم ميلها وسنادها (٢)
نظر المثقّف فى كعوب قناته ... حتى يقيم ثقافه منآدها (٣)
واشتهر بين القدماء بأنه كان يحسن وصف الإبل وحمر الوحش والظباء، ومن بديع وصفه لظبية ترتعى ومعها شادنها أو ابنها قوله: