وما يلبث أن يرجع إلى استثارة فاطمة بمغامرة جريئة له مع من كنى عنها ببيضة خدر لا يرام خباؤها، مصورا كيف اقتحم إليها الأهوال والأحراس وكيف انتحى بها ناحية من الحى يتبادلان فيها الصبابة والغرام، يقول:
وبيضة خدر لا يرام خباؤها ... تمتّعت من لهو بها غير معجل (١)
فهو يذكر خدرها وأحراسها ومنعتها، وكيف وصل إليها وقد استعدّت للنوم وما كان بينه وبينها من حوار، وكيف أطاعته وخرجت معه من الحى إلى مكان بعيد
(١) شبه صاحبته بالبيضة لبياضها ورقتها. (٢) يشرون: يظهرون. (٣) يقول: تجاوزت هذه الأحراس حين مالت الثريا المغيب فأرتك جانبا منها على نحو ما ترى من جانب الوشاح حين يتلقاك بناحية منه، والمفصل: الذى جعل بين كل خرزتين فيه لؤلؤة. (٤) نضت: نزعت. اللبسة: هيئة اللباس. المتفضل: اللابس ثوبا واحدا. (٥) العماية: الغواية والجهالة. (٦) المرط: إزار من خز، المرحل: الموشى. (٧) أجزنا: قطعنا، والساحة: الفناء. والحقف: المعوج من الرمل، وركام: بعضه فوق بعض، وعقنقل: منعقد متداخل. والواو فى وانتحى زائدة لأنها جواب لما. (٨) تضوع: انتشر. الريا: الرائحة. (٩) هضيم: ضامر، الكشح: الخاصرة، وريا المخلخل: أى أن موضع الخلخال من ساقيها ممتلئ.