راية الإباضية إلى اليوم. وكثيرا ما كانت تنشب الحروب بينهم وبين دول مدينة عمان، وكانت تقع أحيانا فى أيديهم، واستطاعوا فى حقب مختلفة أن يمدوا دولتهم إلى ظفار وحضرموت، ومن أهم أئمتهم القدامى الخليل بن شاذان، وكان يمد سلطانه ومذهبه الخارجى الإباضى على حضرموت، واتخذ عاملا له عليها أبا إسحق الحضرمى، وكان شاعرا، وله فى الخليل إمامه أشعار كثيرة يصور فيها عونه المالى والحربى ضد خصومه، وفيه يقول (١).
هذا الخليل إمام المسلمين حكت ... أنوار سيرته فى العدل نيرانا
ويكتظّ ديوانه بمدائحه، ولا تكاد تمر حادثة أو يمر له انتصار حربى إلا ويرسل إليه القصائد مهنئا. وخلفه راشد بن سعيد على إمامة الخوارج فأبقى على أبى إسحق عاملا له على حضرموت، ويعدّ راشد أهم إمام خارجى فى الحقب الأولى لهذا العصر، إذ استولى على عمان، وأصبحت البلاد جميعها يظلّها لواء الإباضية إلى أن استطاع بنو نبهان فى القرن السادس أن يستخلصوا منهم عمان. وتستمر الحروب بين الطرفين إلى أن يفرض الخوارج سلطانهم على البلاد جميعها، وتعود عمان إلى النبهانيين فترة فى القرن العاشر، ثم يستولى عليها نهائيا ناصر بن مرشد اليعربى (١٠٢٤ - ١٠٥٠ هـ) وتظل منذ هذا التاريخ فى أيدى الخوارج، وكان البرتغاليون قد نزلوا فى شواطئها، فأخذ ينازلهم وظلت مدينتا صحار ومسقط فى أيديهم واستطاع خلفه سلطان بن سيف اليعربى (١٠٥٠ - ١٠٩١ هـ) أن يطردهم من البلاد نهائيا وتبعهم أسطوله ينكّل بهم وبأسطولهم فى شرقى إفريقية وغربى الهند. وفى ذلك يقول شاعره خلف بن سنان الغافرى ممجدا (٢).