وبنفس هذا النسيج من الصياغة وهذه الدقة فى المعانى والصور كان مسلم ينظم فى الحب والخمر، سواء أودعهما مقدمات مدائحه أو أفردهما ببعض المقطوعات، وهو يصور منزعه فيهما ومتعته بهما إذ يقول:
وما العيش إلا أن أبيت موسّدا ... -صريع مدام-كفّ أحور أكحل (١)
وكان لا يزال يبقى فيهما على نفسه ولا يزال يحتفظ بغير قليل من كرامته. وهو فى غزله لا يمجن ولا يفحش، بل يقترب اقترابا شديدا من أصحاب الهوى العذرى الذى يصور آلام العاشق وحنينه ونيران شوقه وحبه الذى يلذع فؤاده من مثل قوله:
إن كنت تسقين غير الرّاح فاسقينى ... كأسا ألذّ بها من فيك تشفينى