وهذا هو التفسير الصحيح الذي ارتضاه السلف الصالح رحمهم الله؛ يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب٢رحمهم الله: "ومعنى لا إله إلا الله: أي لامعبود بحق إلا إله واحد، وهو الله وحده لاشريك له؛ كما قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلآ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلآ أَنَا فَاعْبُدُونِ} ٣، مع قوله تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} ٤، فصح أن معنى الإله: هو المعبود. ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لكفار قريش:"قولوا لا إله إلا الله" قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ٥. وقال قوم هود:{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} ٦، وهو إنما دعاهم إلى "لا إله إلا الله". فهذا هو معنى "لا إله إلا الله"، وهو: عبادة الله، وترك عبادة ما سواه؛ وهو الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله" ٧.
ولم يقتصر الشيخ الأمين -رحمه الله- على التعريف السابق بل زاد معنى "لا إله إلا الله" توضيحاً بذكر ما اشتملت عليه من نفي وإثبات، وببيان أن الدين الإسلامي قائم على هذه الكلمة؛ فقال عند تفسيره لقوله
١ انظر: أضواء البيان ٤/٥٠٨، ٦/٢٧٣. ومعارج الصعود ص١٤٣. ٢ هو الشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. من أئمة الدعوة المجاهدين. ولد في الدرعية سنة (١٢٠٠هـ) . كان قاضياً على مكة المكرمة في عهد الدولة السعودية الأولى. مات مقتولاً في الدرعية عام (١٢٣٣هـ) عندما هاجمها إبراهيم باشا. (انظر: علماء نجد خلال ستة قرون ١/٢٩٣. والأعلام ٣/١٢٣) . ٣ سورة الأنبياء، الآية [٢٥] . ٤ سورة النحل، الآية [٣٦] . ٥ سورة ص، الآية [٥] . ٦ سورة الأعراف، الآية [٧٠] . ٧ تيسير العزيز الحميد ص٧٣.