استدلّ الشيخ الأمين -رحمه الله- على أنّ من خلق الناس من العدم قادر على إعادتهم بعد فنائهم؛ حيث قال -رحمه الله-: "خلق الناس أولاً المشار إليه بقوله: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} ١، لأنّ الإيجاد الأول أعظم برهان على الإيجاد الثاني.
وقد أوضح ذلك في آيات كثيرة كقوله:{وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} الآية٢، وقوله:{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} ٣، وكقوله:{فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّة} ٤، وقوله:{قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّة} ٥، وقوله:{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ} الآية٦، وكقوله:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} ٧، وكقوله:{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى} ٨. ولذا ذكر تعالى أنّ من أنكر البعث فقد نسي الإيجاد الأول؛ كما في قوله:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ} الآية٩، وقوله:{وَيَقُولُ الإنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً أَوَلا يَذْكُرُ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً} ١٠.
١ سورة البقرة، الآية [٢١] . ٢ سورة الروم، الآية [٢٧] . ٣ سورة الأنبياء، الآية [١٠٤] . ٤ سورة الإسراء، الآية [٥١] . ٥ سورة يس، الآية [٧٩] . ٦ سورة ق، الآية [١٥] . ٧ سورة الحج، الآية [٥] . ٨ سورة الواقعة، الآية [٦٢] . ٩ سورة يس، الآية [٧٨] . ١٠ سورة مريم، الآيتان [٦٦-٦٧] .