واستدل للأمر الثاني؛ وهو كون الآلهة المعبودة من دون الله مخلوقه بقوله تعالى:{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} ١، وبقوله تعالى:{أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} ٢.
واستدل للأمر الثالث؛ وهو كونهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً بقوله تعالى:{أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} ٣ –ومن لا ينصر نفسه فهو لا يملك لها ضراً ولا نفعاً-، وبقوله تعالى:{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} ٤.
واستدل للأمر الرابع والخامس والسادس؛ وهي كونهم لايملكون موتاً ولاحياة ولانشوراً بقوله تعالى:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ٥؛ فقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:{هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} يدل دلالة واضحة على أن شركاءهم ليس واحد منهم يقدر أن يفعل شيئاً من ذلك المذكور في الآية؛ ومنه الحياة المعبر عنها بـ"خلقكم"، والموت المعبر عنه بقوله:"ثم يميتكم"، والنشور المعبر عنها بقوله:"ثم يحييكم".
وبين أنهم لا يملكون حياة ولانشورا في قوله:{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُه} الآية٦.
١ سورة النحل، الآية [٢٠] . ٢ سورة الأعراف، الآية [١٩١] . ٣ سورة الأعراف، الآيتان [١٩١-١٩٢] . ٤ سورة الأعراف، الآية [١٩٧] . ٥ سورة الروم، الآية [٤٠] . ٦ سورة يونس، الآية [٣٤] .