للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه المظلمة فى دولة الملك الظاهر «١» ، ودامت فى صحيفته إلى يوم القيامة، فأقول:

كم ترك الأول للآخر. انتهى.

قال: ويلزم المزارع بخراج ثلاث سنين، وما كان من الرّزق على موضع خراب «٢» ، أو على أهل الأرياف من الفقهاء والخطباء ونحوهم أخذوا «٣» ، واستخرج من مزارعيه خراج ثلاث سنين. وممّا أحدثه أيضا أرض [جزيرة] الرّوضة تجاه مدينة مصر، فإنها بيد أولاد الملوك، فيستأجرها منهم الدواوين وينشوا بها سواقى الأقصاب وغيرها. ومنها ما باعه أولاد الملوك بأبخس الأثمان، وقرّر مع السلطان أخذ أراضى الرّوضة للخاصّ. ومنها أرباب الرواتب السلطانية فإنّ أكثرهم عبيد الدواوين، ونساؤهم وغلمانهم يكتبونها باسم زيد وعمرو؛ وذكر أشياء كثيرة من هذه المقولة إلى أن تعرض للأمير آقبغا عبد الواحد ولأمواله وحواصله، وحسّن للسلطان القبض عليه وشرع فى عمل ما قاله، فعظم ذلك على الناس وتراموا على خواصّ السلطان من الأمراء وغيرهم، فكلّموا السلطان فى ذلك وعرّفوه قبح سيرة النّشو، وما قصده إلّا خراب مملكة السلطان. ثم رميت للسلطان عدّة أوراق فى حقّ النّشو، فيها مكتوب:

أمعنت فى الظلم وأكثرته ... وزدت يا نشو على العالم

ترى من الظالم فيكم لنا ... فلعنة الله على الظالم

وأبيات أخر. وكان السلطان أرسل قرمحى إلى تنكز لكشف أخبار النّشو بالبلاد الشامية، فعاد بمكاتبات تنكز بالحطّ عليه، وذكر قبح سيرته وظلمه وعسفه